ستة مليارات ونصف المليار إنسان يشكلون أكبر فسيفساء ديموغرافية في هذه المساحة الكونية التي نسميها الكوكب الأزرق .
ستة مليارات ونصف المليار من البشر يكونون فائضاَ سكانياً كبيراً يحتوي أسماء مختلفة .. ووجوه متنوعة وبصمات جينية لايتساوى فيها اثنان .
نعم ستة مليارات ونصف المليار إنسان حصيلة نمو سكاني عبر تاريخ يمتد إلى آلاف آلاف السنين .
ولكن عبر كل المليارات الأحياء والأموات وعبر كل آلاف الأعوام التي مرت لم يولد إنسان واحد مقيد اليدين ولا إنسان واحد مكمم الفم أو معصوب العينين..
هكذا الإنسان يولد في كل زمان وفي كل مكان حراً طليقاً ولو جاءت ولادته داخل زنزانة ضيقة .
فالحرية هي مسألة طبيعية وغريزية بالنسبة لكل شخص وأكثر من كونها حق ..
بل إنها مسألة طبيعية لكل طير ولكل سمكة ولكل كائن حي .
فلم يحدث على امتداد هذا التاريخ إن خرج طير واحد من بيضته مربوط الجناحين .
ولم يحدث في التاريخ ان ولدت فرس واحد وعلى فمها كاتم للصهيل .
ولم يحدث في التاريخ ان ولدت أرنب برية واحدة وهي مربوطة بالحبال .
هكذا الإنسان يولد حرأ دائماً ولهذا يمكن لكل إنسان أن يعيش حريته ولكن ليس عدلاً أن يصادر حرية .. غيره
ويمكن لكل إنسان أن يضع القطن في أذنه ولكن ليس عدلاً أن يضع شريطاً لاصقاً على أفواه الآخرين .
ويمكن لكل إنسان أن يحرر حاجاته ولكن ليس عدلاً أن يحتكر حاجات الآخرين ..
كما يمكن لكل إنسان أن يرسم خطوط حياته ولكن ليس منطقياً أن يلغي إرادة الآخرين .
الحرية هي :قيمة مطلقة مثل الخير وهي مساحة شاسعة مثل اتساع النهار وزرقة السماء لايمكن وضعها فيقنينات .
"فلا بد أن يعيش الإنسان حراً فوق الأرض وإلا فليس هناك داع لأن يعيش
